الدعاء المستجاب الدُّعاء نوعٌ من أنواع العبادة التي يُتقرّب بها إلى الله سبحانه وتعالى وهو التوجه إلى الله بالضَّراعة والخشوع والإذلال والافتقار وبأقوالٍ متوافقةٍ مع الكتاب والسُّنة، من أجل تحقيق أمر فيه خيرٌ للدَّاعي نفسه، أو لمن يدعو له أو لعامة المسلمين أو من أجل دفع ضررٍ أو ظلمٍ أو بلاءٍ عنه أو عمن يدعو له أو عن عامّة المسلمين قال الله تعالى:"ادعوني استجب لكم".
وقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عدة تكون مستجابةً إذا سبقت الطلب أو الرجاء بتحقيق أمرٍ أو دفعه ومنها:
- دعوة ذي النون- يونس عليه السَّلام- التي دعا بها وهو في بطن الحوت: "لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنتُ من الظالمين، لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ إلا استجاب الله له" رواه أحمد وغيره.
- سمع الرسول صلى الله عليه وسلم رجلًا يقول: "اللهم إنّي أسألك بأنّي أشهد أنّك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصَّمد الذي لم يلدْ ولم يُولدْ ولم يكنْ له كفوًّا أحد؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى" رواه أحمد وأبو داود.
- قال صلى الله عليه وسلم: "يا حيُّ يا قيوم برحمتك أستغيث" رواه الترمذي.
كيفية التقرب إلى الله التقرب إلى الله سبحانه وتعالى من أولى أولويات استجابة الدُّعاء وتكون بصورٍ متعددةٍ منها:
- الدُّعاء بصدقٍ وإخلاصٍ؛ فالله سبحانه استجاب للمشركين عندما دعوا الله مخلصين، فاستجابة الدُّعاء للمسلم المُخلص في دعائه من باب أولى.
- إحسان الظَّن بالله وأنّه وحده القادر على جلب الخير لك ودفع الضَّرر عنك؛ فالله سبحانه عند ظن عبده به.
- التقرب إلى الله بالصَّدقات بين فترةٍ وأخرى عن طيب نفسٍ، ودون منٍّ أو أذى أو رياءٍ، كذلك التقرب إلى الله بالأعمال النَّافلة كصلاة السُّنن بعد الصلوات المكتوبة وصوم التَّطوع.
- البُعد عن الربا وأكل المال الحرام بظلمٍ أو اغتصابٍ أو تقصيرٍ في العمل الموكل إليك أو سرقةٍ أو احتيالٍ؛ فالمطعم والمشرب الحرام سببٌ لعدم استجابة الدُّعاء.
- الإكثار من الاستغفار وذكر الله سبحانه في الرَّخاء، والإكثار من حمد الله على نعمه وأن تكون معرفة العبد لربه في الرَّخاء حتى يستجيب الله له في الشِّدة.
- اختيار وتحري الوقت المستجاب للدعاء كوقت الفجر، والثُّلث الأخير من الليل، وآخر ساعةٍ من يوم الجمعة، وعند الإفطار، وفي شهر رمضان، وفي السَّفر، وبعد التشهد الأخير وقبل التسليم، وبعد الرَّفع في ركعة الوتر، وفي السُّجود، وبين الآذان والإقامة، وعند رؤية الهلال والكعبة المشرفة، وعند شُرب ماء زمزم، وعند الاستيقاظ من النَّوم ليلًا.
- بدء الدُّعاء بالحمد لله والثناء عليه والتَّوسل إليه بصالح الأقوال والأفعال، مع إظهار الافتقار التَّام والبكاء، وخفض الصَّوت ثُمّ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.